المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[في الإنصاف أيضا والشهادة بالعدل]

صفحة 45 - الجزء 1

  أَنْ يَتَّقِيَ اللهَ مَنْ خَاصَمَ)، (مَا أَهَمَّنِي ذَنْبٌ أُمْهِلْتُ بَعْدَهُ حَتَّى أُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ وَأسْأَلَ اللهَ الْعَافِيَةَ).

  وفي حديثه #: (إنَّ لِلْخُصُومَةِ قُحَماً) يريد بالقحم المهالك.

  وقَالَ رَجُلٌ من الْخَوَارِجِ لِعَلِيِّ #: قَاتَلَهُ اللَّهُ كَافِراً مَا أَفْقَهَهُ، فَوَثَبَ الْقَوْمُ لِيَقْتُلُوهُ. فَقَالَ عَلِيٌّ #: (رُوَيْداً؛ إِنَّمَا هُوَ سَبٌّ بِسَبٍّ أَوْ عَفْوٌ عَنْ ذَنْبٍ).

  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ٨}⁣[المائدة: ٨]

  المعنى: قوامين لله بجميع حقوقه من الأمر بالمعروف والعمل به، والنهي عن المنكر وتجنبه، شهداء بالعدل مع العدو والصديق، ولا يحملنكم بُغْضُ قومٍ على أن لا تعدلوا فتنالوا منهم لعداوتهم ولا تنصفوا، اعدلوا في الولي والعدو، وهو - أي العدل - أقرب للتقوى، أي إلى أن تكونوا متقين.

  دلت على وجوب القيام لله بالحق والشهادة بالعدل لمن كان، والعدل في الحكم والفتيا.

[في الإنصاف أيضا والشهادة بالعدل]

  وعنه ÷: «ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ خِصَالَ الْإيمَانِ: مَنِ الَّذِي إِذَا قَدَرَ لَمْ يَتَعَاطَ مَا لَيْسَ لَهُ بِحَقٍّ، وَمَنِ الَّذِي إِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي بَاطِلٍ، وَمَنِ الَّذِي إِذَا غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْهُ غَضَبُهُ مِنَ الْحَقِّ» [الأحكام ٢/ ٣٧٨ - تيسير المطالب ٢٢٩ - شفاء الأوام].

  وعنه ÷: «مَنْ أَحْسَنَ فِيمَا بَقِيَ تَجَاوَزَ اللهُ عَنْهُ فِيمَا مَضَى وَمَنْ أَسَاءَ