المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون 120}

صفحة 53 - الجزء 1

  يسب ظالماً عند ولده لخشية أن يسب والده الصالح فهو منكر؛ لأدائه إلى منكر، ولا يجوز مسابة المؤمن بالأولى لأنه سب لمؤمن وأذية لمؤمن.

  وعنه ÷: «لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئاً وَلَوْ أَنْ تُفَرِّغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي؛ وَلَوْ أَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهَكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطٌ، وَإِيَّاكَ وَإسْبَالُ الإزَارِ مِنَ الْخُيَلَاءِ؛ فَالْخُيَلَاءُ لَا يُحِبُّهَا اللهُ ø، وَإنِ امْرُؤٌ سَبَّكَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلَا تَسُبُّهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ فَإنَّ أَجْرَهُ لَكَ وَوَبَالَهُ عَلَى مَنْ قَالَهُ» [تيسير المطالب ٥٢٢].

  وقال علي #: (مَا مِنْ يَوْمٍ يَمُرُّ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلَّا يُنَادِي: يَا ابْنَ آدَمَ؛ اعْمَلْ فِي الْيَوْمِ أَشْهَدُ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاصْحَبِ النَّاسَ بِأَيِّ خُلُقٍ شِئْتَ يَصْحَبُوكَ بِمِثْلِهِ) [مسند الإمام زيد ٢٧٥].

  قوله تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ ١٢٠}⁣[الأنعام: ١٢٠]

  أي اتركوا علانيته وسره، وقيل: ظاهره أفعال الجوارح، وباطنه أفعال القلوب، وحَمْلُها على الكل أولى للعموم، و {يَقْتَرِفُونَ} أي يكسبون.

  وعنه ÷: «ابْنَ آدَمَ؛ اكْفَلْ لِي بِثَلَاثٍ أَكْفَلُ لَكَ بِالْجَنَّةِ: إِنْ قَنِعْتَ بِمَا رَزَقَكَ اللهُ فَأَنْتَ أَغْنَى النَّاسِ، وَإِنِ انْتَهَيْتَ عَمَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْكَ فَأَنْتَ أَوْرَعُ النَّاسِ، وَإنْ عَمِلْتَ بِمَا فَرَضَ اللهُ عَلَيْكَ فَأَنْتَ أَعْبَدُ النَّاسِ» [تيسير المطالب ٥١٠]. وقال رسول الله ÷: «لَا يَكُونُ الْعَبْدُ مُؤْمِناً حَتَّى يَحَاسِبَ نَفْسَهُ أَشَدَّ مِنْ مُحَاسَبَةِ الشَّرِيكِ شَرِيكَهُ وَالْسَّيِّدِ عَبْدَهُ، وَيَعْلَمُ مَا مَطْعَمُهُ، وَمَا مَشْرَبُهُ، وَمَا مَلْبَسُهُ، أَمِنْ حَلَالٍ ذَلِكَ، أَوْ مِنْ حَرَامٍ» [تيسير المطالب ٥١١].