المواعظ الشافية شرح الأنوار الهادية،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

قوله تعالى: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة

صفحة 67 - الجزء 1

  طريقه المستقيم.

  وعنه ÷ أَنَّه خَطَّ خَطًّا مُسْتَقِيماً، وَخَطَّ خَطًّا يَمِيناً وَشِمَالاً، وَقَالَ: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ وَهَذِهِ السُّبُلُ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ» [تيسير المطالب ٥٢٩] انتهى.

  فيجب التحرز عن البدع والميل إليها والاستمساك بصراط الله، وفي تكرير: {ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِيلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ... لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ... لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ما لا يخفى من الحث على لزوم ما وصَّانا تعالى به، وأن نعقله ونتذكره، فلا نغفل عنه لنكون من المتقين، المستحقين للثواب، المزحزحين من العقاب، فسبحانه ما ألطفه، يريد الله ليبين لكم.

  وعن النبي ÷ أنه تلا: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} حتى بلغ قوله: {أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}⁣[الملك: ١ - ٢] ثم قال: «أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً فَهُو أَحْسَنُ عَقْلاً، وَأَوْرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ، وَأَسْرَعُهُمْ فِي طَاعَةِ اللهِ» [تيسير المطالب ٥١١].

  قوله تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْأيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ٣٢ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٣٣}⁣[الأعراف: ٣٢ - ٣٣]

  قوله: {زِينَةَ اللَّهِ} أي من الثياب وكل ما يتجمل به. {وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} أي المستلذات من المآكل والمشارب، والاستفهام للإنكار.