خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[الحث على الأخلاق الكريمة]

صفحة 141 - الجزء 1

  أنفسكم، وأدوا الأمانة إلى من ائتمنكم، وصلوا الرحم وإن قطعكم، وعودوا بالفضل على من حرمكم، وأوفوا إذا عاقدتم، أو عاهدتم، واعدلوا إذا حكمتم، واعفوا واصفحوا عمن أساء إليكم، ولا تفاخروا بالآباء، ولا تنابزوا بالألقاب. بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان، ولا تحاسدوا فإن الحسد يأكل الحسنات، وأفشوا السلام فيما بينكم، وردوا التحية على أهلها بأحسن منها، أو مثلها، وارحموا الأرملة واليتيم، وأعينوا الضعيف والمظلوم، وأحسنوا الوضوء، وحافظوا على الصلوات الخمس في أوقاتها فإنها عند الله بمكان عظيم، ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم، وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان. واتقوا الله إن الله شديد العقاب.

  وأوصيكم بإعداد الأعمال الصالحة ليوم فقركم وفاقتكم، وارفضوا الدنيا وزينتها، فلا تنافسوا في عزها وفخرها، ولا تعجبوا بزينتها ونعيهما، ولا تجزعوا من ضرَّائها وبُؤْسها، فإن عز الدنيا وبؤسها إلى انقطاع، وإن زينتها ونعيمها إلى ارتجاع، أوليس لكم في آثار الأولين وآبائكم الماضين معتبر وبصيرة إن كنتم تعقلون، أولم تروا إلى الأموات لا يرجعون، وإلى الخلق الباقين منكم في الدنيا لا يخلدون، قال الله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ٩٥}⁣[الأنبياء]، وقال وقوله الصدق: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ١٨٥}⁣[آل عمران].

  واعلموا أن جهاد النفس هو الجهاد الأكبر، يقول ÷: «ما من عبد جاهد نفسه فردها عن معصية الله إلا باهى الله به كرام الملائكة، ومن باهى الله به كرام الملائكة فلن تمسه النار»، فأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون.