خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في فضل رمضان]

صفحة 151 - الجزء 1

الخطبة الأولى

[في فضل رمضان]

  

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي شرع لنا من أحكام دينه ما هو كفيل بالسعادة، وضاعف لنا بالحسنى وزيادة، الحمد لله أمدنا بنعمه المتتالية، وتفضلاته السابقة، لنشكره ونحمده ونمجده ونعبده، فمن شكره أمده بخيره العميم، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}⁣[إبراهيم: ٧].

  وأشهد أن لا إله إلا الله العدل الحكيم، والعليم الخبير، يعلم ما يلج في الأرض ما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، وهو الرحيم الغفور، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، نام وقام وصلى وصام، وجاهد في الله حق الجهاد، حتى طَهُرَت النفوس من الرجس والوثنية، واستنارت بنور الشريعة الإسلامية، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ورحمته وبركاته.

  أما بعد أيها المسلمون الصائمون:

  فاتقوا الله تعالى واشكروه على نعمه، واعلموا أن الله سبحانه لعظم رحمته بعباده جعل لهم مواسم من أوقاتهم عظّم خيرها وضاعف الأجر فيها وبارك فيها، يعطي فيها ما لا يعطي في غيرها، ويتفضل فيها مالا يتفضل في سواها، يعطي على القليل فيها أجراً عظيماً.

  ألا وإن شهركم هذا لمن أعظم المواسم عند الله وأكبرها لديه قدراً. واعلموا أن الله تبارك وتعالى افترض على عباده الصيام من غير حاجة منه إلى صيامهم، ولا منفعة تناله