[في فضل رمضان]
  «إتقوا النار ولو بشق تمرة، إتقوا النار ولو بشربة ماء».
  أيها الناس: من حسن منكم خلقه في هذا الشهر كان له جوازاً على الصراط يوم تزل فيه الأقدام، ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه، خفف الله عنه حسابه، ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه، قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءةً من النار، ومن أدى فيه فرضاً كان له ثواب من أدَّى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة عليَّ ثقل ميزانه يوم تخف الموازين.، ومن تلا فيه آية من القرآن الكريم كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور.
  أيها الناس: إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة، فاسألوا ربكم ألا يغلقها عليكم. وإن أبواب النيران مغلقة فاسألوا ربكم ألا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة، فاسألوا ربكم ألا يسلطها عليكم.
  جعلنا الله من عباده الصائمين، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأعاننا على صيام هذا الشهر وقيامه.
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ١٨٥ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ١٨٦}[البقرة] صدق الله العظيم.
  هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.