خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[الحث على التقوى والطاعة]

صفحة 170 - الجزء 1

  والثامنة: أنكم جعلتم عيوب الناس نصب أعينكم وجعلتم عيوبكم وراء ظهوركم تلومون من أنتم أحق باللوم منه، ثم قال #: فأي دعاء يستجاب لكم مع هذا وقد سددتم أبوابه وطرقه؟!.

  فاتقوا الله وأصلحوا أعمالكم وأخلصوا سرائركم وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر فيستجيب الله لكم دعاءكم فتسعدوا بخير الدنيا ونعيم الآخرة.

  اللهم اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك على محمد عبدك ورسولك، الخاتم لما سبق، والفاتح لما انغلق، والمعلن الحق بالحق، والدافع جَيَشات الأباطيل، والدامغ صَوَلات الأضاليل، كما حمل فاضطلع. قائماً بأمرك، مستوفزاً في مرضاتك، غير ناكل عن قدم، ولا واهٍ في عزم، واعياً لوحيك، حافظاً لعهدك، ماضياً على نفاذ أمرك، حتى أروى قبس القابس، وأضاء الطريق للخابط، وهُديت به القلوب بعد خوضات الفتن، وأقام موضحات الأعلام، ونيرات الأحكام، فهو أمينك المأمون، وخازن علمك المخزون، وشهيدك يوم الدين، وبعيثك بالحق، ورسولك إلى الخلق، اللهم افتح له مفسحاً في ظلّك، وأجزه مضاعفات الخير من فضلك.

  اللهم أعلِ على بناء البانين بناءه، واكرم لديك منزلته، وأتمم له نوره.

  اللهم اجمع بيننا وبينه في برد العيش وقرار النعمة، ومنى الشهوات، وأهواء اللذات، ورخاء الدَّعة، ومنتهى الطمأنينة، وتحف الكرامة.

  اللهم وصل وسلم على أخيه ووصيه باب مدينة علمه، مَنْ قام الإسلام تحت رايته، واستضاء المسلمون بنور علمه، أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وعلى زوجته الطاهرة المطهرة، سيدة نساء الدنيا والآخرة، وعلى ولديهما الإمامين السيدين الشهيدين السعيدين أبي محمد الحسن وأبي عبد الله الحسين، وعلى