خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في الإخلاص والإحسان]

صفحة 20 - الجزء 1

  واتباع ما جاء به الرسول محمد ÷؛ هو من الإحسان كما قال : {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ٣٣ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ٣٤}⁣[الزمر: ٣٤]، والعفو هو من الإحسان قال تعالى: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}⁣[المائدة: ١٣]، والإستقامة على الدين، وعدم الطغيان أيضاً من الإحسان، واعتزال الظلمة، وعدم الميول إليهم؛ هو من الإحسان، وإقامة الصلاة آناء الليل وأطراف النهار من الإحسان، والصبر أيضاً هو من الإحسان، يقول الله تبارك وتعالى في ذلك: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ١١٢ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ١١٣ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ١١٤ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ١١٥}⁣[هود: ١١٥]، وسُئِلَ رسول الله ÷ عن الإحسان فقال: «أن تعمل لله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، إذا فعلت ذلك فقد أحسنت؟ قال: نعم».

  فاتقوا الله عباد الله واتَّعِظوا بمواعظ الله، واستهدوا بنور الله، فقد بين الطريق، وأوضح السبيل، فلا حجة لأحد على الله، وانتبهوا وأنتم في الفسحة، وفي وقت العمل، والعمل يرفع، والتوبة تنفع، من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ٥٦ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ٥٧ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ٥٨ بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ ءَايَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ