خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في استشهاد الإمام زيد بن علي @ - 25 محرم 122 هـ]

صفحة 208 - الجزء 1

  أحبَبْنا أن نجعل في مقامنا هذا جزء اً لذكر الإمام زيد رحمة الله عليه تشريفاً وتمجيداً لمقامه ~.

  نشأ # على العلم والعبادة والفضل والزهادة، كان يعرف في المدينة بحليف القرآن، وكان يسمع الشيء من ذكر الله فيغشى عليه، وقد وردت فيه آثار كثيرة عن الرسول ÷ فمن ذلك ما روى عن أمير المؤمنين # قال: «لما أخبرني رسول الله ÷ بقتل الحسين بن علي وصلب ابنه زيد $ قلت يا رسول الله: أترضى أن يقتل ولدك؟ قال يا علي ارضَ بحكم الله فيَّ وفي ولدي، ولي دعوتان أما دعوة فاليوم، وأما الثانية فإذا عرضوا على الله ø، وعرضت عليَّ أعمالهم، ثم رفع يديه إلى السماء وقال: أمّن على دعائي، اللهم احصهم عدداً، واقتلهم بدداً، وسلّط بعضهم على بعض، وامنعهم الشرب من حوضي.

  وعن أبي ذر الغفاري رضوان الله عليه قال رأيت رسول الله ÷ وهو يبكي فبكيت لبكائه.

  فقلت: فداك أبي وأمي قد قطعت أنياط قلبي ببكائك.

  قال: لا قطع الله أنياط قلبك يا أبا ذر، إن ابني الحسين يُولد له ابن يسمى علياً، أخبرني حبيبي جبريل # أنه يُعْرف في السماء بأنه سيد العابدين، وأنه يُولد له ولد يقال له زيد، وأن شيعة زيد هم فرسان الله في الأرض، وأن فرسان الله في السماء هم الملائكة، وإن الخلق يوم القيامة يحاسبون، وأن شيعة زيد في أرض بيضاء كالفضة يأكلون ويشربون ويتمتعون، ويقول بعضهم لبعض: امضوا إلى مولاكم أمير المؤمنين حتى ننظر كيف يسقي شيعته، قال فيركبون على نجائب من الياقوت والزبرجد مكللة بالجواهر، أزمتها اللؤلؤ