خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[الصراع بين الحق والباطل]

صفحة 212 - الجزء 1

  على مبدأ، ولا الإستقرار على طريقة، إلا إذا كانت الطريقة التي يتبعها هي الفساد، فدعاة الحق في كل زمان ومكان صريحون لا يخادعون، ومستقيمون لا ينحرفون، ودعاة الباطل بالعكس من ذلك، مغلفة القلوب، ملبسة الألسنة مدلسة الأعمال والغايات، ولقيادة الباطل مرونة وحنكة، نعم إن قيادات الباطل أول ما تدعوا أنصارها تحثهم على المرونة، قيادات الباطل تربي أتباعها على المرونة وتطبعهم عليها، إلى حد أن أحدهم لا يتأثر إن هزم، ولا يبالي إن تعرى وكشف قناعه، وعرف باطلة، تطبعهم على التلون والمخادعة، وتلبيس الباطل بثوب الحق.

  وهذا الإمام زيد ~ مثالاً للحق الذي لا لبس فيه، خرج مجاهداً محتسباً؛ ليصلح أمة جده ~، فاستشهد، وصلب، وأحرق من أجل أن يعلوا الحق وترتفع راية الإسلام خفاقة، وذلك قاتله اللعين بن اللعين هشام بن عبد الملك مثالاً للباطل الذي كان يموه على الجُهَّل والعوام يسانده علماء السوء والمنافقين، ولكن الحق يعلو ولا يعلى عليه.

  هاهو الإمام زيد لا زال مذكوراً بالخير محموداً سيرته مرضياً عمله، وهشام مذكوراً بالخزي والشنار، فلنقتد بأهل الحق، ونحذو حذوهم، ونسلك نهجهم، نسأل الله التوفيق لصالح الأعمال، آمين.

  هذا، وصلوا وسلموا على من صلى الله عليه وملائكته، وأمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه، فقال عزمن قائل كريماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}⁣[الأحزاب: ٥٦]. اللهم صل وسلم على المختار للرسالة، وتبليغ المعالم، سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى أخيه ووصيه والإمام من بعده، أمير المؤمنين وسيد الوصيين، مولانا علي بن أبي