خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في المعنى الحقيقي للعيد]

صفحة 219 - الجزء 1

  وزناً يعصونه في جميع أعمالهم بل إذا أرادوا عبادته فقد يعبدون غيره ويشركون به وذلك بسبب جهلهم، وذلك كما قال ÷: «عالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد العالم يستنقذ عباد الله من الضلال إلى الهدى والجاهل يكاد أن يقدح الشك في قلبه فإذا هو في واد الهلكات».

  العلماء نور الله في أرضه يهتدي بهم الضال يرشدون عباد الله إلى الطريق القويم، ففضلهم وأمرهم خطير. ففيهم يقول ÷: «إنه ليستغفر للعالم جميع من خلق الله ø حتى حيتان البحر وهوام البر».

  فهذا فضل جزيل اختص الله به عباده العلماء، فأي فضل أعظم من هذا، فالعلماء في أعلى المراتب وأجلها بعد الأنبياء $، فهم وارثوا علومهم، ومطبقوا شرائعهم في أممهم قال ÷: «العلماء ورثة الأنبياء» فقد ورثوا ما خلفوا، فهم قائمون مقامهم في كل أمورهم.

  فطلب العلم فريضة على كل مسلم من أجل أن يقيم فرائض الله وينتهي عما نهى الله، فكيف يكون المسلم جاهلاً بما أوجب الله عليه وما حرم عليه، ولا يبحث عن ذلك، علموا أنفسكم وأهليكم وذويكم وأولادكم، علموهم أمور الإسلام علموهم علم الكتاب والسنة، علموهم الحلال والحرام، أنقذوا أنفسكم وأهليكم من النار، بتعلُّم ما أوجب الله وما حرم الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}⁣[التحريم: ٦]. فكيف نتقي النار؟