خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في مكارم الأخلاق]

صفحة 35 - الجزء 1

الخطبة الأولى

[في مكارم الأخلاق]

  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

  

  الحمد لله رب ا لعالمين، الحمد لله الذي هدانا للإسلام وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، نحمده تعالى حمد الشاكرين ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ونستهديه الهدى ونعوذ به من الضلالة والردى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله تعالى ليذكر بالمصير الذي سوف ينتهي إليه العَالَم، ويعظ مواكب الأحياء وهي سائرة إلى مصيرها العتيد (صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى أهل بيته الطاهرين).

  أما بعد: - عباد الله، فاتقوا الله وأطيعوه، وتجنبوا رذائل ا لنفس وأهواءها، وما يسخط الله تعالى من عباده، وعليكم بحسن الخلق وتجنبوا الفحش والتفحش، روي عن أسامة بن شريك قال: كنا جلوساً عند النبي ÷ كأنما على رؤوسنا الطير ما يتكلم منا متكلم إذ جاءه أُناس فقالوا: من أحب عباد الله إلى الله تعالى؟، قال: «أحسنهم خلقاً»، وقال ÷: «إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء، وإن أحسن الناس إسلاماً أحسنهم خلقاً»، وعنه ÷ أنه قال: «ألا أخبركم بأحبكم وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة؟، فأعاده مرتين أو ثلاثاً، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: أحسنكم خلقاً»، وقال ÷: «ما من شيء أثقل في