[في الصلاة]
  عليه، بما يستحقه من حمد وتمجيد على نعمه التي لا تحصى، كما فرضها عليهم ليذكرهم بأوامره، وليستعينوا بها على تخفيف ما يلاقونه من أنواع المشقة والبلاء.
  ونحن إذا نظرنا، وجدنا أداءها والأذان لها عملاً عقلياً، فالدعوة إلى الصلاة كلمات تقرع العقل، وتوقظ القلب، تكبير لله وشهادة بتوحيده، وحث على الفلاح، وحث على خير العمل، والصلاة نفسها آيات تتلى من كتاب جامع لعزائم الخير، ودلائل الرشد، ومدى قبولها مقرون بصحو الفكر في إقامتها وتدبر العقل لمعانيها.
  فرضها الله تعالى ليطهر بها عباده عما اقترفوه فيما بين أوقاتها من الذنوب، فهي العبادة الأولى في الإسلام، فمنزلتها عظيمة فهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا به، يفسق تاركها تمرداً، ويكفر تاركها مستحلاً، وهي مفتاح الجنة، فمن أتى بها وإلا فهو من أهل النار، قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}[النساء: ١٠٣]، أي أن الصلاة قد فرضت على المؤمنين، ووقتت بأوقات مكتوبة لا تتغير، وقال تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}[التوبة: ١١]، فاشترط الله في الدخول في الإسلام ثلاثة شروط: ١ - التوبة من الكفر، ٢ - وإقام الصلاة، ٣ - وإيتاء الزكاة، فمن فرَّط في واحدة من هذه الشروط فليس من الإسلام في شيء ... وقال ÷: «بني الإسلام على خمس: ١ - شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ٢ - وإقام الصلاة، ٣ - وإيتاء الزكاة، ٤ - وصوم رمضان، ٥ - وحج البيت».
  وعنه ÷ أنه قال: «بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة».
  واعلموا عباد الله أن الخشوع في الصلاة ركن من أركانها، فمن أداها كانت صلاته تامة، فالخاشع هو الذي يخضع قلبه لله تعالى، وتسيطر عليه الرهبة والخوف والرجاء عند