خمسون خطبة للجمع والأعياد،

لا يوجد (معاصر)

[في الصلاة]

صفحة 79 - الجزء 1

  أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}⁣[مريم: ٥٩]، فقد جعل الله ترك الصلاة سبباً للفساد واتباع الشهوات التي تؤدي إلى الضلال، لأن الشهوات تضعف العقول والأجسام، وتؤدي بصاحبها إلى الهاوية، فلا يفكر إلا بالدنيا وما فيها وتصرفه عن الآخرة، وقال ÷: «من تهاون بالصلاة من الرجال والنساء عاقبه الله بخمس عشرة عقوبة، ست في الدنيا، وثلاث عند الموت، وثلاث في القبر، وثلاث في القيامة، فأما التي في الدنيا: فيرفع الله من حياته البركة، ويرفع الله عن وجهه سيما الصالحين، ولا يأجره الله على شيء من طاعته، ولا يجعل له نصيباً في دعاء الصالحين، ولا يسمع له دعاءاً، ولا يمنع منه البلاء والمهالك، وأما التي عند الموت: فينزل عليه داء وشدة كأنما وضع على صدره السموات والأرض، ولو سقي ماء البحر لمات عطشاً، ولو أطعم ما في الأرض مات جائعاً، وأما التي في القبر: فيقع في غمٍّ طويل فيخرج من قبره يمشي في ظلمات لا يبصر، ويضيق عليه لحده حتى تختلف أضلاعه، وأما التي في القيامة: فشدة الحساب، وغضب الجبار، والخلود في النار».

  ومما يجب علينا - عباد الله -: تعليم أهلينا وأولادنا الصلاة، فقد قال تعالى لنبيه ÷: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}⁣[طه: ١٣٢]، وحث الرسول ÷ المؤمنين بأن يأمروا أهليهم ويداوموا على ذلك، وقال ÷: «مروا صبيانكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع»، والغاية من ذلك تعويدهم على الصلاة حتى تصير عندهم جزءاً من تفكيرهم وسلوكهم، جعلني الله وإياكم ممن أقاموا الصلاة واتبعوا ما أمر الله به وتجنبوا ما نهاهم عنه إنه قريب مجيب الدعوات.