[في الحث على طاعة الله]
الخطبة الثانية
[في الحث على طاعة الله]
  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الدائم الباقي الذي لا انتهاء لوجوده ولا ابتداء، ذي الجلال والإكرام، الذي جعل في اختلاف الليل والنهار عبرة وآية للناس لعلهم يشكرون، هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين ولو كره المشركون، أحمده جل وعلا، وهو أهل المحامد، وأشكره سبحانه وهو أهل الشكر والفضل، لا إله إلا الله العلي العظيم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ذا القلب الرحيم (صلى الله عليه وعلى أهل بيته إلى يوم الدين).
  أما بعد: عباد الله: اتقوا الله تعالى وأطيعوه وداوموا على مرضاته، واحذروا المعاصي فإنها توجب غضب ربكم وسخطه، ولا تبطلوا ما عملتم بالتقصير في طاعة الله وعدم الإهتمام بمرضاة الله، فإنكم ستلقون غداً ما لم تلقوه قط، فتلقون ما قدمتم من خير أو شر، ولا تلقون ما خلفتم في دنياكم، فمهدوا لأنفسكم فإنكم لا تدرون متى يفاجئكم أمر ربكم، واعلموا أن ملاك الأعمال خواتيمها، والليل والنهار مطيتان فاركبوهما بلاغاً إلى الآخرة، وإياكم والتسويف بالتوبة، وإياكم والغرة بحلم الله عليكم، واعلموا أن الجنة والنار أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨}[الزلزلة: ٨]، عليكم بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، وتجنبوا ما قبح الله من الأقوال والأفعال {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ