[في الحث على طاعة الله]
  وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ١٥١ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ١٥٢ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ١٥٣}[الأنعام: ١٥٣]، {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ٦ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ٧ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ٨}[الإنفطار: ٨].
  يا أيها الإنسان قد أشرفت على الهلاك، وحلّ بك الارتباك، واقترب موتك، عجباً كيف تعمى عن الأمور العظام، ولا تحس عواقب يوم النشور، وقد قيل من تدبر العواقب أمن من المعاطب؟!، وكيف تبيع ما يبقى أبد الآبدين بما لا يبقى إلا عدد سنين؟!، أما تعلم أن الموت ميعادك، والتراب في القبر وسادك، والدود يأكل لحم خديك، والفزع الأكبر بين يديك؟!، أما تعلم أن الأموات يتمنون الرجعة إلى هذه الدار ليشتغلوا بتدارك تكفير ما كانوا أسلفوا، ولو قدروا على يوم من عمرك، أو ساعة من دهرك، لاشتروا ذلك بأغلى الأثمان، ومعادن العقيان، بل بملئ الأرض ذهباً؟!، وهيهات هيهات أيها الإنسان التائه، ألا تنظر إلى الذين تقدموك نظرة، فإن لك فيهم لعبرة، كيف أصبح جمعهم بوراً، وأملهم غروراً، وأصبحوا فرادى في أضيق المضاجع، وصرعتهم المنايا في أعجب المصارع، وذهبت الشهوات وبقيت التبعات؟!.
  يا أيها الإنسان استيقظ من غفلتك، وانتبه من رقدتك، قبل أن يقال فلان عليل، ومدنف ذليل، فهل للدواء من دليل؟، أم هل إلى الطبيب من سبيل؟، كلا {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}[النحل: ٦١].