[في الحث على طاعة الله]
  عباد الله: اطلبوا من الله التوفيق والعون، وداوموا على الإستغفار وطول الإستكانة، لعله أن يرحم ضعفنا، ويجبر مصيبتنا، ويعز ذلنا، ويقبل توبتنا، فلا ملجأ إلا إليه، ولا متكل إلا عليه، فإنه يفك الأسير، ويعفوا عن العثير، ولا يخيب من أمَّله ورجاه، وإنه ليجيب المضطر إذا دعاه، وليكن مقامنا من ربنا مقام البائس الفقير، وسؤالنا إياه سؤال المسكين الحقير، {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ٦٦ وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ٦٧ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ٦٨ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ٦٩ ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا ٧٠}[النساء: ٧٠]، {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا ٣٩ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (٤٠ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ٤١ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ٤٢}[النساء: ٤٢].
  فيا عباد الله، استغنموا ما غنمكم الله ما دمتم في دار العمل، قبل حلول الأجل، وانقطاع الأمل، فالسعيد من غنّم نفسه، وتاجر مع ربّه، تجارة رابحة لن تبور، فعمل الصالحات، واجتنب المقبحات، وواظب على الصلوات، الجمع والجماعات، في هذه الحياة القصيرة الفانية، ليسعد سعادة أبديّة دائمة، وراقبوا الله وتوبوا إليه توبة نصوحاً، وخلّصوا أنفسكم وانجوا بها.
  وأكثروا من ذكر الله ومن الدعاء والإستغفار، ومن الصلاة والسلام على رسول الله ÷ ولا سيما يوم الجمعة، فإنه يوم تضاعف فيه الأعمال، اللهم صل