(6) - التواضع:
  فَ ~ دَآئِماً سَرْمَداً، مِنْ يَوْمِنَا هَذَا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَلَى آلِهِ الطَّاهِرِيْنَ وَسَلَّمَ تَسَلِيمًا كَثِيراً.
  فَعَلَى طَلَبَةِ الْعِلْمِ، وَالدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: أَنْ يَقْتَدُوا بِرَسُولِ اللَّهِ ÷، فَقَدْ كَانَ مُتَوَاضِعًا فِي دَعْوَتِهِ مَعَ النَّاسِ، فَكَانَ يَمُرُّ عَلَى الصِّبْيَانِ فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ، وَتَأْخُذُ بِيَدِهِ الأَمَةُ فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ، وَكَانَ فِي بَيْتِهِ فِي خِدْمَةِ أَهْلِهِ، وَلَمْ يَكُنْ يَنْتَقِمُ لِنَفْسِهِ قَطُّ، وَكَانَ يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيُرَقِّعُ ثَوْبَهُ، وَيَحْلُبُ الشَّاةَ لأَهْلِهِ، وَيَأْكُلُ مَعَ الْخَادِمِ، وَيُجَالِسُ الْمَسَاكِينَ، وَيَمْشِي مَعَ الأَرْمَلَةِ، وَالْيَتِيمِ فِي حَاجَتِهِمَا، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ مَنْ دَعَاهُ، وَلَوْ إِلَى شَيءٍ يَسِيرٍ، فكَانَ مُتَوَاضِعًا مِنْ غَيْرِ مَذَلَّةٍ، جَوَادًا مِنْ غَيْرِ سَرَفٍ، رَقِيقَ الْقَلْبِ، رَحِيمًا لِكُلِّ مُسْلِمٍ، خَافِض الْجَنَاحِ، لِلْمُؤْمِنِينَ، لَيِّنَ الْجَانِبِ لَهُمْ.
  فَيَجِبُ عَلَى الْمُرْشِدِينَ، وَالْمُرْشِدِات، وَالدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، أَنْ يَقْتَدُوا بِهِ ÷ ..
  وَحَاصِلُ الأَمْرِ: أَنَّ التَّوَاضُعَ مِنْ أَعْظَمِ ما يَتَخَلَّقُ بِهِ الْمَرْءُ، فَهُوَ جَامِع الأَخْلاَقِ وَأُسّهَا، بَلْ مَا مِنْ خُلُقٍ فِي الإِسْلاَمِ إِلاَّ