رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(2) - الإخلاص لله تعالى:

صفحة 39 - الجزء 1

  وَعَنِ النَّبِيِّ ÷، قَالَ: «إيَّاكُمْ أَنْ تَخْلِطُوا طَاعَةَ اللَّهِ تَعَالَى بِحُبِّ ثَنَاءِ الْعِبَادِ فَتَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ».

  وَفِي كِتَابِ الاِعْتِبَارِ وَسلْوَة الْعَارِفِينَ: لِلإِمَامِ الْمُوَفَّقِ بِاللَّهِ #: عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ فِي وَالدِّينِ، وَالتَّمْكِينِ فِي الْبِلاَدِ، مَا لَمْ يَعْمَلُوا عَمَلَ الآخِرَةِ لِلدُّنْيَا، وَمَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الآخِرَةِ لِلدُّنْيَا لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ، وَلَيْسَ لَهُ فِي الآخِرَةِ نَصِيبٌ».

  وَأَصْغَوْا قُلُوبَكُمْ إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ، الَّذِي مَا أَصْغَى إِلَيْهِ أَحَدٌ فَاسْتَمَعَهُ، وَتَدَبَّرَ مَعَانِيهِ، إِلاَّ هَدَّ أَرْكَانَهُ، وَنَفَذَ إِلَى أَعْمَاقِهِ.

  لِمَا فِيهِ مِنَ التَّهْدِيدِ، وَالْوَعِيدِ الشَّدِيدِ، لِمَنْ كَانَ فِي عَمَلِهِ أَدْنَى شَائِبَةٌ، مِنَ الرِّيَاءِ، وَالسُّمْعَةِ، وَالْمُبَاهَاةِ، وَالْفَخْرِ.

  نَعَمْ: إِنَّهُ حَدِيثٌ مُفْزِعٌ، تَذْرِفُ لَهُ الْعُيُون، وتَنْفَطِر مِنْهُ الْقُلُوبُ، وَتَقْشَعِرُّ مِنْهُ الأَبْدَانُ، وَتَشِيبُ لهُ الوُلْدَان، كَيْفَ لاَ يَبْكِي وَكُلُّ أَعْمَالِهِ قَدْ تَكُونُ مَرْدُودَةً عَلَيْهِ، غَيْر مَقْبُولَةٍ، لأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لاَ يَقْبَلُ الْعَمَلَ إِلاَّ بِإِخْلاَص.؟