رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(2) - الإخلاص لله تعالى:

صفحة 40 - الجزء 1

  أَمْ كَيْفَ لاَ يَهْتَمُّ وَلاَ يَغْتَمُّ، وَلاَ يَحْزَنُ، مَنْ لاَ يَدْرِي بِمَا يُخْتَمُ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ.؟

  أَلاَ وَهُوَ حَدِيثُ الثَّلاَثَةِ: الَّذِينَ يُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، بَلْ هُمْ أَوَّلُ مَنْ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ:

  وَهُمُ الْمُجَاهِدُ الْمُرَائِي لِيُقَالَ إِنَّهُ جَرِيءٌ.

  وَالْمُنْفِقُ الْمُبَاهِي لِيُقَالَ إِنَّهُ جَوَادٌ.

  وَالرَّجُلُ الَّذِي تَعَلَّمَ الْعِلْمَ، وَعَلَّمَهُ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، لِيُقَالَ: هُوَ عَالِمٌ، وَهُوَ قَارِئٌ ..

  نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ نَكُونَ مِنَ الْمُرَائِينَ الْخَاسِرِينَ ..

  فَعَنِ النَّبِيِّ ÷، أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلاَثَةٌ:

  رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا.

  فَقَالَ: مَا عَمِلْتَ فِيهَا.؟

  قَالَ: قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ.

  قَالَ: كَذَبْتَ، إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلاَنٌ جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ: فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُسْحَبُ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ.