رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(2) - الإخلاص لله تعالى:

صفحة 42 - الجزء 1

  نَعَمْ: لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ لَمْ تَكُنْ خَالِصَةً لِلَّهِ جَل وَعَلاَ.

  فَيَا خَيْبَةَ مَنْ لَمْ يُخْلِصْ لِلَّهِ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ وَعَمَلِهِ، وَظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ.

  فَاحْذَرُوا مِنْ طَلَبِ السُّمْعَةِ، وَالشُّهْرَةِ، وَحُبُّ التَّصَدُّرِ، وَالظُّهُورِ، فَإِنَّهُ شِرَاكُ إِبْلِيسَ الَّذِي يَنْصِبُهُ لِطَلَبَةِ الْعِلْمِ، وَالدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، لِيُفْسِدَ عَلَيْهِمْ دَعْوَتَهُمْ.

  إِلَى غَيْر ذَلِكَ مِنَ الآيَاتِ وَالأَحَادِيْثِ الدَّالَّةِ عَلَى وُجُوبِ الإِخْلاَصِ لِلَّهِ.

  أَعِزَّائِي طَلَبَة الْعِلْمِ: إِخْوَانِي الدُّعَاة إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: فَكَمْ مِنْ أَعْمَالٍ كَثِيرَةٍ يَتْعَبُ الإِنْسَانُ فِيهَا، وَيَكُونُ فِيهَا مَغْرُورًا، يَظُنُّ أَنَّهَا مَقْبُولَةٌ، وَهِيَ مَرْدُودَةٌ، لأَنَّهَا غَيْرُ خَالِصَةٍ لِوَجْهِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الأَعْمَالِ مَا كَانَ خَالِصًا ..

  وَكَمْ مِنْ أَعْمَالٍ قَلِيلَةٍ لاَ يَحْسِبُ لَهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ حِسَابًا، وَلاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً، وَهِيَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمَةٌ، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، لأَنَّهَا خَالِصَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى ...