(2) - الإخلاص لله تعالى:
  وَلاَ شُكُوراً، وَلاَ غَرَضاً مِنْ أَغْرَاضِ الدُّنْيَا، لاَ يَبْتَغِي بِكُلِّ ذَلِكَ إِلاَّ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ ..
  فَطُوبَى ثُمَّ طُوبَى: لِلْمُخْلِصِينَ الَّذِينَ أَخْلَصُوا أَعْمَالَهُمْ مِنْ شَوَائِبِ الأَقْذَارِ، وَمَحَّضُوا عِبَادَتَهُمْ لِلْمَلِكِ الْغَفَّارِ، فَهُمُ الْوَاصِلُونَ لِلْحَبْلِ، وَالْبَاذِلُونَ لِلْفَضْلِ، وَالْحَاكِمُونَ بِالْعَدْلِ، أُولَئِكَ مَصَابِيحُ الْهُدَى تَنْجَلِي عَنْهُمْ كُلُّ فِتْنَةٍ ظَلْمَاءَ ...
  فَإِذا أَخْلَصَ الطَّالِب لِلْعِلْمِ، وَالدَاعِيَة إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: عَمَلهُ لِلَّهِ، وَرُزِقَ الْمَدْعُو الاسْتِقَامَةَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَكْتُبُ لِلْمُرْشِدِ، وَالْمُرْشِدَةِ، مِثْلُ أَجْرِ الْمَدْعُو وَلاَ يُنْقَصُ مِنْ أَجْرِهِ شيئًا.
  فَفِي الْحَدِيثِ: الْمَرْوِيّ عَنْ خَاتَمِ الرُّسُلِ ~ وَعَلَى آلِهِ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، غَيْرَ أنَّهُ لاَ يُنْقَصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا» ..
  فَأَخْبَرَ ÷ أَنَّ الْمُتَسَبِّبَ إِلَى الْهُدَى بِدَعْوَتِهِ، لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أَجْرِ مَنِ اهْتَدَى بِهِ.
  وَلِمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ÷، أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ، فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ» ..