رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(3) - صلة المرشد بالله تعالى:

صفحة 51 - الجزء 1

  بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبُّهُ، فَإِذْا أَحْبَبْته كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ».

  فَهَذَا الْحَدِيثُ أَصْلٌ عَظِيمٌ فِي الْحَثِّ عَلَى فِعْل الطَّاعَاتِ، وَأَعْظَمُهَا تَقَرُّبًا إِلَى اللَّهِ فِعْلُ الْفَرَائِضِ، وَأَدَاؤُهَا كَامِلَةَ الأَرْكَانِ وَالشَّرَائِطِ، بِمُسَارَعَةٍ مِنَ الْقَلْبِ وَالْجَوَارِحِ، وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا.

  ثُمَّ السُّنَنُ وَلاَ شَكَّ أَنَّ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا حَرِيٌّ بِهِ أَنْ يَتَزَوَّدَ مِنَ النَّوَافِلِ، فَإِنَّهَا مُتَمِّمَاتٌ لِلْفَرَائِضِ، مُكَمِّلاَت لِمَا انْتَقَصَ فِيهِنَّ.

  فَانْظُرْ مَا يُؤْتِيَكَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِذَا تَقَرَّبْتَ إِلَيْهِ يَكُونُ سَمْعُكَ، وبَصَرُكَ.

  أَيْ: يُسَدِّدُكُ فِي جَمِيعِ أَعْمَالِكَ، فِي كُلِّ مَا تُدْرِكُهُ بِجَوَارِحِكَ، إِذَا سَأَلَتْهُ أَعْطَاكَ، وَإِذَا اسْتَعَذْتَ بِهِ أَعَاذَكَ.

  وَهَذَا كِنَايَةٌ عَنْ نُصْرَةِ اللَّهِ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ وَتَأْيِيدِهِ، وَإِعَانَتِهِ لَهُ، فِي كُلِّ أُمُورِهِ، وَحِمَايَةُ سَمْعِهِ، وَبَصَرِهِ، وَجَمِيعِ جَوَارِحِهِ عَمَّا لاَ يَرْضَاهُ مِنْ فِعْلٍ أَوْ قَوْلٍ ..