(3) - صلة المرشد بالله تعالى:
  وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ»، إِلَى أَنْ قَالَ: «وَاعْمَلْ لِلَّهِ بِالشُّكْرِ فِي الْيَقِينِ، وَاعْلَمْ أَنَّ فِيَ الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، فَاِنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَإِنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا».
  قَالَ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِالْيَقِينِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ.؟
  قَالَ: «أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيخْطِئَكَ، فَإِذَا أَنْتَ قَدْ فَتَحْتَ بَاب الْيَقِينِ» ..
  وَهَذِهِ الْوَصِيَّةُ لَيْسَتْ خَاصَّةً بِابْنِ عَبَّاسٍ وَإِنَّمَا هِيَ لِلأُمَّةِ كُلِّهَا إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ.
  مَا أَعْظَمَهَا مِنْ كَلِمَاتٍ، وَمَا أَشَدَّ وَقْعَهَا فِي نُفُوسِ الْعُقَلاَءِ.
  هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الَّتِي هِيَ مِنْ أَسْبَابِ السَّعَادَةِ لِلْعَبْدِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
  وَهَذَا الْحَدِيْثُ يَتَضَمَّنُ وَصَايَا عَظِيمَةٌ إِنَّ هَذِهِ الْوَصِيَّة مِنْ أَبْلَغِ الوَصَايَا وَأَقْيَمِهَا، وَأَجَلِّهَا وَأَنْفَعِهَا، وَهِيَ مِنْ أَعْجَبِ الْوَصَايَا، لاشْتِمَالِهَا عَلَى غَرَائِبِ الْحِكَمِ، وَبَدَائِعِ الأَدَب.
  فَإِنَّهُ اشْتَمَلَ عَلَى وَصَايَا جَلِيلَةٍ، نَافِعَةٍ، وَحِكَمٍ رَائِعَةٍ.