رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(3) - صلة المرشد بالله تعالى:

صفحة 55 - الجزء 1

  احْفَظِ اللَّهَ بِطَاعَتِهِ يَحْفَظْكَ مِنْ مَعْصِيَتِهِ.

  احْفَظِ اللَّهَ فِي بَطْنِكَ بِأَكْلِ الْحَلاَلِ، يَحْفَظك مِنَ الْحَرَامِ.

  احْفَظِ اللَّهَ فِي لِسَانِكَ فَلاَ تَتَكَلَّم بِهِ فِيمَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ، مِنَ الْكَذِبِ، وَالغِيبَةِ، وَالنَّمِيمَةِ، وَالْفُحْشِ وَالسَّبِّ وَالْبَذَاءِ، وَالسُّخْرِيَّةِ وَالاِسْتِهْزَاءِ، وَالطَّعْنِ فِي النَّاسِ، وَأَذِيَّتِهِمْ بِلِسَانِك، وَنَحْوِ ذَلِكَ.

  وَاعْلَمْ أَخِي الطَّالِبُ لِلْعِلْمِ، أَخِي الدَّاعِيَةُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى: أَنَّ خَطَرَ اللِّسَانِ عَظِيمٌ، وَلاَ يَنْجُو مِنْ شَرِّ اللِّسَانِ إِلاَّ مَنْ قَيَّدَهُ بِلِجَامِ الشَّرْعِ.

  فَعَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً تَكَلَّمَ فَغَنِمَ، أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ، إِنَّ الِّلِسَانَ أَمْلَكُ شَيْءٍ لِلإِنْسَانِ، أَلاَ وَإِنَّ كَلاَمَ الْعَبْدِ كُلَّهُ عَلَيْهِ، إِلاَّ ذِكْراً لِلَّهِ، أَوْ أَمْراً بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْياً عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ إِصْلاَحاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ».

  فَقَالَ لَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنُؤاخَذُ بِمَا نَتَكَلَّمُ بَهِ؟

  فَقَالَ: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي النَّارِ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ، فَمَنْ أَرَادَ السَلاَمَةَ فَلْيَحْفَظْ مَا جَرَى بِهِ لِسَانُهُ،