(6) - التواضع:
  فَمَا أَجْمَلَ وَمَا أَحْسَنَ التَّوَاضُعَ، بِهِ يَزُولُ الْكِبَرُ، وَيَنْشَرِحُ الصَّدْرُ، وَتَطْمَئِنُّ النَّفْسُ، وَيَعُمُّ الإِيثَارُ، وَتَزُولُ الْقَسْوَةُ، وَالأَنَانِيَّة، وَالتَّشَفِّي، وَحُبّ الذَّاتِ.
  إِنَّ التَّوَاضُعَ يَكْسِبُ صَاحِبَهُ احْتِرَام النَّاسِ لَهُ، وَيَرْفَعُ مَنْزِلَتَهَ عِنْدَهُمْ، وَهُوَ خُلُقٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ÷.
  فَالتَّوَاضُعُ: لاَ شَكَّ أَنَّ لَهُ تَأْثِيرًا بَالِغاً فِي جَذْبِ النَّاسِ إِلَى الدِّينِ الْحَقِّ.
  إِنَّ مَمَّا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ الْمُرْشِدُونَ وَالْمُرْشِدِات، وَالدُّعَاة إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، مِنَ الأَخْلاَقِ الَّتِي هِيَ بِهِمْ أَلْيَقُ، وَلَهُمْ أَلْزَمُ، التَّوَاضُعُ وَمُجَانَبَةُ الْعُجْبِ، لأَنَّ التَّوَاضُعَ عَطُوفٌ وَالْعُجْبَ مُنَفِّرٌ.
  وَالْعُجْبُ بِكُلِّ أَحَدٍ قَبِيحٌ، وَبِالْمُرْشِدِينَ وَالْمُرْشِدِات، وَالدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، أَقْبَحُ، لأَنَّ النَّاسَ بِهِمْ يَقْتَدُونَ، وَكَثِيرًا مَا يُدَاخِلُهُمُ الإِعْجَابُ لِتَوَحُّدِهِمْ بِفَضِيلَةِ الْعِلْمِ.
  وَلَوْ أَنَّهُمْ نَظَرُوا حَقَّ النَّظَرِ، وَعَمِلُوا بِمُوجِبِ الْعِلْمِ، لَكَانَ التَّوَاضُعُ بِهِمْ أَوْلَى، وَمُجَانَبَةُ الْعُجْبِ بِهِمْ أَحْرَى، لأَنَّ الْعُجْبَ