رسالة إلى طلبة العلم والدعاة إلى الله،

طيب عوض منصور (معاصر)

(6) - التواضع:

صفحة 97 - الجزء 1

  نَقْصٌ يُنَافِي الْفَضْلَ، لاَ سِيَّمَا مَعَ قَوْلِ النَّبِيِّ ÷: «إِنَّ الْعُجْبَ لَيَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ».

  وَاعْلَمْ: أَنَّ الْعُجْبَ وَصْفٌ رَدِيءٌ، يَسْلُبُ الْفَضَائِل، وَيَجْلُبُ الرَّذَائِل، وَيُوجِبُ الْمَقْتَ، وَيُخْفِي الْمَحَاسِنَ، وَيُشْهِرُ الْمَسَاوِئَ، وَيُفْضِي إِلَى الْمَهَالِكِ.

  إِنَّ حَاجَةَ الْمُرْشِدِيْنَ وَالْمُرْشِدِات إِلَى التَّوَاضُعِ أَشَدُّ مِنْ حَاجَةِ غَيْرِهِمْ إِلَي هَذَا الْخُلُقِ، لِمَا لَهُ مِنْ أثَرٍ إِيجَابِيّ كَبِير فِي نُفُوسِ الْمَدْعُوِّينَ.

  فَالنَّاسُ لاَ يَقْبَلُونَ قَوْلَ مَنْ يَسْتَطِيلُ عَلَيْهِمْ، وَيَحْتَقِرهُم، وَيَسْتَصْغِرهُم، وَيَتَكبَّرُ عَلَيْهِم، وَإِنْ كَانَ مَا يَقُولُهُ حَقّاً وَصِدْقاً ..

  والدَاعِيَة إِلَى اللَّهِ يُخَالِطُ النَّاسَ، وَيَدْعُوهُمْ إِلَى أَخْلاَقِ الإِسْلاَمِ، فَلاَ يِنْبَغِي أَنْ يَدْعُوَ النَّاسَ إِلَى التَّوَاضُعِ وَهُوَ لاَ يَتَّصِفُ بِهِ ...

  وَانْظُرُوا إِلَى تَوَاضُعِ النَّبِيِّ الْكّرِيمِ ÷ وَهُوَ الأُسْوَةُ الْحَسَنَةُ لِلْمُرْشِدِينَ، وَالْمُرْشِدِات، وَالدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، فَقَدْ كَانَ مُتَوَاضِعًا فِي دَعْوَتِهِ لِلنَّاسِ، وَقَدْ جَاءَ رَجُلٌ