رضاء الرحمن في الذكر والدعاء وتلاوة القرآن،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

باب في شيء مما ورد عند حلول هم أو غم أو كرب أو ورطه أو نحو ذلك

صفحة 160 - الجزء 1

  وجهه بالتواري، فجعل يصلي، فاطلعت عليه، فإذا هو يقول: «يا كهفي حين تعييني المذاهب، ويا بادئ خلقي رحمة لي وكنتَ عن خلقي غنيا، ويا مقيل عثرتي ولولا سترك عورتي لكنت من المفضوحين، ويا مؤيدي بالنصر على أعدائي ولولا نصرك لكنت من المغلوبين، ويا مرسل الرحمة من معادنها، يا ناشر البركة من مواضعها، ويا من خص نفسه بشموخ الرفعة، فأولياؤه بعزه معزوزون، ويا من وضعت له الملوك نير المذلة على أعناقهم فهم من سطواته خائفون، أسألك باسمك الذي شققته من نورك، وأسألك بنورك الذي شققته من كينونتك، وأسألك بكينونتك التي شققتها من عظمتك، وأسألك بعظمتك التي شققتها من كبريائك، وأسألك بكبريائك التي شققتها من عزتك، وأسألك بعزتك التي شققتها من اسمك الذي هو في الحجاب عندك، فلم يطلع عليه حجابك ولا عرشك وخلقت به خلقك فكلهم مذعنون، وأسألك أن تفعل لي وتفعل لي» قال: ثم خرج فإذا وجهه متهلل أعرف البشرى في وجهه، فقلت له، فقال لي: «هذا دعاء ما دعوت به في كرب قط إلا كشفه الله عني» رواه في كتاب الذكر⁣(⁣١).


(١) كتاب الذكر: ٢١٣ - ٢١٤.