باب فضائل القرآن والحث على العمل به
  الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى أو نقصان من عمى، واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوه من أدواءكم، واستعينوا به على لأوائكم(١)، فإن فيه شفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغي والضلال، فاسألوا الله به وتوجهوا إليه بحبه ولا تسألوا به خلقه، إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله، واعلموا أنه شافع ومشفع، وقائل ومصدق، وأنه من شفع له القرآن يوم القيامة شفع فيه، ومن محل به القرآن يوم القيامة صدق عليه، فإنه ينادي منادٍ يوم القيامة: (ألا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله غير حرثة القرآن)، فكونوا من حرثته وأتباعه، واستدلوه على ربكم واستنصحوه على أنفسكم واتهموا عليه آراءَكمُ، واستغشوا فيه أهواءكم(٢)» رواه في النهج(٣).
  ٦ - وعن علي # قال: قال رسول الله ÷: «القرآن هو الدواء» رواه الإمام أبو طالب #(٤).
(١) اللأواء: الشدة.
(٢) استغشوا فيه أهواءكم: أي ارجعوا إلى القرآن.
(٣) نهج البلاغة: ص ٢٥٢.
(٤) أمالي أبي طالب: ص ٢٤٧ برقم (٢٢٨).