باب في فضل من حمل القرآن ورعاه حق رعايته ووعيد من حمله من دون عمل ولا رعاية وذكر ما ينبغي لحامله من الآداب
  ٢٧ - وعن علي # أن النبي ÷ قال: «ليخلقن القرآن في قلوب أقوام، فيتهافت كما تتهافت ثيابهم، قالوا: يا رسول الله وما التهافت؟ قال: التساقط، لا يجدون له لذة ولا حلاوة إن قصروا عما أمروا به، قالوا: إن الله غفور رحيم، وإن انتهكوا ما نهوا عنه، قالوا: سيغفر لنا ما لم نشرك، أمرهم على الطمع لا تخالطهم مخافة، يلبسون جلود الضان على قلوب الذئاب، خيرهم فيهم المداهن» رواه أبو طالب #(١).
  ٢٨ - وعن علي # في صفة المتقين: «أما الليل فصافون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن يرتلونها ترتيلا، يحزنون به أنفسهم ويستثيرون به دواء دائهم، فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا وتطلعت نفوسهم إليها شوقاً، وظنوا أنها نصب أعينهم، وإذا مروا بآية فيها تخويف، أصغوا إليها مسامع قلوبهم وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم» رواه في النهج(٢) وسلوة العارفين(٣).
  ٢٩ - وعن علي # قال: قال رسول الله ÷: «إن أحق الناس بالصلاة الكثيرة في السر والعلاني أحق الناس بالخشوع الكثير في السر والعلانية حامل القرآن، وإن
(١) أمالي الإمام أبي طالب #: ٢٢٣ برقم (١٧٩).
(٢) نهج البلاغة: ص ٣٠٤.
(٣) أخرج الإمام الموفق بالله الحسين بن إسماعيل # في سلوة العارفين: ٥٥٤.