رضاء الرحمن في الذكر والدعاء وتلاوة القرآن،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

باب في شيء مما ورد في الأحوال التي ينبغي أن يكون عليها الداعي وذكر شروط الإجابة

صفحة 71 - الجزء 1

  من شهر رمضان، فيقول: «أيها الناس أبشروا فإن الله قد كفاكم عدوكم من الجن والشياطين، ووعدكم الإجابة فقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}⁣[غافر: ٦٠] فما منكم من أحد يدعو بدعوة إلا أستجيب له ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم، أو يستعجل فيقول: دعوت فلم أُجَبْ» وأنه ÷ قال: «إذا كان أولى ليلة من رمضان صفدت مردة الشياطين حتى ينقضي وينادي مناد كل ليلة (يا باغي الخير هلم، ويا باغي الشر أقصر)، ولله في كل ليلة عتقاء يعتقهم من النار عند كل فطر، فإذا كان آخر ليلة أعتق مثل ما أعتق في سائر الشهر» رواه أبو طالب #(⁣١).

  ٨٩ - وعن نوف البكالي قال: رأيت أمير المؤمنين عليا # ذات ليلة، وقد خرج من فراشه فنظر في النجوم، ثم قال: «يا نوف أراقد أنت أم رامق؟» فقلت: بل رامق، قال: «يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، أولئك الذين اتخذوا أرض الله بساطاً، وترابها فراشاً، وماءها طيبا، والقرآن شعاراً، والدعاء دثاراً، ثم قرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح #، يا نوف: إن داود # قام في مثل هذه الساعة من الليل،


(١) أمالي أبي طالب #: ٣٧٣ برقم (٤٣٢).