رضاء الرحمن في الذكر والدعاء وتلاوة القرآن،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

باب في ذكر شيء من الذكر والدعاء المطلق

صفحة 101 - الجزء 1

  ستور الغيوب بيننا وبينه أعظم، فمن فرغ قلبه، وأعمل فكره، ليعلم كيف أقمت عرشك وذرأت خلقك، وكيف علقت في الهواء سماواتك، وكيف مددت على مور الماء أرضك، رجع طرفه حسيراً، وعقله مبهوراً، وسمعه والها، وفكره حائرا» رواه في النهج⁣(⁣١).

  ١٥٩ - ومن دعاء علي #: «اللهم أنت أهل الوصف الجميل، والتعداد الكثير، أن تُؤمَّل فخير مؤمَّل، وأن تُرجى فخير مرجو، اللهم وقد بسطت لي فيما لا أمدح به غيرك، ولا أثني به على أحد سواك، ولا أوجهه إلى معادن الخيبة ومواضع الريبة، وعدلت بلساني عن مدائح الآدميين، والثناء على المربوبين المخلوقين. اللهم ولكل مثن على من أثنى عليه مثوبة من جزاءٍ، أو عارفة من عطاءٍ، وقد رجوتك دليلا على ذخائر الرحمة وكنوز المغفرة. اللهم وهذا مقام من أفردك بالتوحيد الذي هو لك، ولم ير مستحقاً لهذه المحامد والممادح غيرك، وبي فاقة إليك لا يجبر مسكنتها إلا فضلك، ولا ينعش من خلتها إلا منك وجودك، فهب لنا في هذا المقام رضاك، وأغننا عن مد الأيدي إلى سواك، إنك على كل شيء قدير» رواه في النهج⁣(⁣٢).


(١) نهج البلاغة: ٢٢٤ - ٢٢٥.

(٢) نهج البلاغة: ١٣٥ - ١٣٦.