مقدمة الكتاب
مقدمة الكتاب
  
  الحمد لله الذي بذكره تطمئن القلوب، وبالرجوع والالتجاء إليه ينال كل مطلوب، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة أتمسك بها في جميع الأحوال، وأعدها لدفع الأفزاع والأهوال، وأدخرها ليوم تشيب فيه الأطفال، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المختار صلى الله وسلم عليه وعلى آله الأطهار ما تلى القرآن تال، وسبح مسبح بالعشي والإبكار.
  وبعد:
  فإن من علم بعاقبة حاله ومصيره وماله، وتيقن سرعة زواله ومآله، وأنه لا محالة متحول إلى دار غير هذه الدار، إما إلى الجنة وإما إلى النار، وأنه لا يفوز بالنعيم المقيم ويسلم من العذاب الأليم إلا من أفنى عمره في الطاعات، وتجنب الذنوب والسيئات، لم يقر به قرار ولا يؤويه دار، بل يبادر إلى جلب نفع نفسه، ودفع ما يضره عند حلول رمسه، وكانت أنواع العبادة كثيرة وسبلها متفاوتة، فمنها شاقة، ومنها يسيرة.