رضاء الرحمن في الذكر والدعاء وتلاوة القرآن،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

ومن آداب الدعاء وشروطه

صفحة 6 - الجزء 1

  تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ}⁣[الأعراف: ٢٠٥] وقال على لسان نوح: {قُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}⁣[نوح: ١٠ - ١٢] والإعراض عن الدعاء ذنب خطير قال تعالى: {قَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}⁣[غافر: ٦٠]، وما سبب ما نحن فيه من البؤس والحرمان، والقلق والتوتر، والتفكك والتشرذم، إلا الابتعاد عنه وعدم الاتصال بالله تبارك وتعالى، فما من عبد يدعو ربه مخلصاً إلا استجاب له، ولبى طلبه، لأنه أكرم الكرماء، وأسمح الغرماء، كيف لا ونعمه إلينا نازلة، وذنوبنا إليه صاعدة، بلا حياء يردع، أو خوف يمنع قال رسول الله ÷: «من لزم الإستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب»⁣(⁣١).

ومن آداب الدعاء وشروطه

  ١ - التقوى قال تعالى: {نَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ}⁣[المائدة: ٢٧] والتقوى هي: أن لا يراك الله في موضع يكرهه، ولا يفتقدك في موضع يحبه.

  ٢ - الثقة بالله تعالى، واليأس عما في أيدي الناس، يقول الرسول الأكرم ÷: «إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئاً إلا أعطاه، فلييأس من الناس كلهم، ولا يكون له رجاء إلا عند الله، فإذا


(١) رواه الإمام أبو طالب # في الأمالي: ص ٣٤٩ برقم (٣٨٢).