باب الإرادة
باب الإرادة
  اعلم أن الإرادة: هي طلب الانقطاع إلى الله ø من كل ما سواه، قال تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ٨}[المزمل: ٨] قيل في التفسير: اخْلُصْ له إخلاصًا(١)، وقال تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ٥٠}[الذاريات: ٥٠].
  وروي عن النبي ÷ أنه قال: حاكيًا(٢) عن الله تعالى «يا ابن آدم(٣) تَفَرَّغْ لعبادتي أمْلأُ قلبك غنًى، وأملأُ يديك رزقًا. يا ابن آدم لا تَباعَدْ عني فأملأ قلبك فقرًا، وأملأ يديك شغلاً»(٤).
  وعن أمير المؤمنين # أنه قال: كفى بالعبد أدبًا أن لا يشارك غير الله مع الله في همه.
  وقال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ٥٧}[الذاريات: ٥٦ - ٥٧] فَبَيَّنَ سبحانه الغرض في خلقهم ليدعوهم إلى الانقطاع إليه والتوفر على عبادته.
  وقال الله تعالى: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ٢ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ
(١) تفسير غريب القرآن للإمام زيد ٣٥٣، ومعاني القرآن للفرآء ٢/ ١٩٨.
(٢) في (هـ، ش) جاءني.
(٣) في (ص) ابن آدم.
(٤) أخرجه الحاكم عن معفل بن يسار ٤/ ٣٢٦. وقال: صحيح ووافقه الذهبي.