سياسة المريدين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

[عدم الاكتفاء بمنزلة التوبة وطلب منزلة المريدين]

صفحة 56 - الجزء 1

  الْخَالِصُ}⁣[الزمر: ٢ - ٣] والعبد لا يصل إلى الإخلاص إلا بالانقطاع إلى الله؛ لأنه متى لم يكن منقطعًا كان فيه حظ لغيره (ومتى كان فيه حظ لغيره)⁣(⁣١) لم يكن مخلصًا له.

  وروي أن رجلاً سأل النبي ÷ فقال: يا رسول الله إنا لنعطي من أموالنا⁣(⁣٢) التمَاسَ الذكر فهل لنا من شي؟ فقال: لا. قال: فإنا ننفق أموالنا التماَس الذكر والأجر فهل لنا من شيء؟ فقال: لا؛ لأن الله لا يقبل إلا ما خلص له، ثم قرأ: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}⁣[الزمر: ٣].

  وروي عن⁣(⁣٣) النبي ÷ أنه قال: «الشِّركُ في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفاة السوداء في الليلة الظلماء»⁣(⁣٤).

  وقال النبي ÷: «أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، واستغفرك مما لا أعلم».

  وروي عن النبي ÷ أنه قال: «أيها الناس إياكم وشِرْكُ السرائر! قالوا: وما شرك السرائر؟ أبَعْدَ الإيمان شركٌ؟ فقال: شرك السرائر أن


(١) ما بين القوسين ساقط من (ش، هـ).

(٢) من (هـ) وساقطة من بقية النسخ.

(٣) أخرجه السيوطي في الدر المنثور عن ابن مردويه ٥/ ٦٠٢. جزءًا منه. وروى النسائي ٦/ ٢٦ رقم ٣١٤٠ عن أبي أمامة قال: جاء رجل إلى النبي فقال: أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر، ماله؟ فقال: لا شيء له، فأعادها ثلاث مرات يقول له رسول الله: لا شيء له، ثم قال: إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتُغي به وجهه.

(٤) الحاكم ٢/ ٢٩١٣. والحلية ٩/ ٢٦٤. ومجمع الزوائد ١٠/ ٢٢٣.