سياسة المريدين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

[عدم الاكتفاء بمنزلة التوبة وطلب منزلة المريدين]

صفحة 57 - الجزء 1

  يقوم الرجل فيرائي بصلاته ويُحَسِّنُهَا لمن حوله»⁣(⁣١).

  وحكي عن الجنيد أنه قال: لا يسلم العبد من العُجب ما بقيت عليه رؤية نفسه، ولا من الرياء ما بقيت عليه رؤية الناس. كل ذلك يبين أن الإخلاص لا يتم للعبد إلا بالانقطاع إلى الله ø عما سواه.

  وحكي عن رُوَيم بن أحمد⁣(⁣٢) أنه قال: طريقنا هذه هو بذل الروح، فإن قدرتَ عليه وإلا فلا تشتغل بترهات الصوفية⁣(⁣٣). وحكي عن ذي النون المصري⁣(⁣٤) أنه قيل له: بما وصلتَ؟ قال: ببذل المجهود وترك العلائق⁣(⁣٥).

  وهذه وصية للجنيد بن محمد أثبتناها على وجهها لِتَعَلُّقِهَا بغرضنا في هذا الكتاب⁣(⁣٦) ولما فيها من عظيم النفع للمُرِيد. قال أبو القاسم |:


(١) سلوة العارفين ١٧٢، والبيهقي في السنن ٢/ ٢٩١ ولفظه: يقوم الرجل فيزين صلاته جاهدا لِما يرى مِنْ نَظَرٍ إليه فذاك شرك السرائر. والترغيب والترهيب ١/ ٦٨ عن ابن خزيمة.

(٢) ابن يزيد المقرئ كان فقيها مقرئا على مذهب داوود ت ٣٠٣ وقيل ٣٣٠. تنظر الرسالة القشيرية ٢٥. وصفوة الصفوة ١/ ٢٦٦.

(٣) صفوة الصفوة ٢/ ٢٦٧. في الرسالة القشيرية ص ٢٢. سألت رويما فقلت: أوصني، فقال: ما هذا الأمر إلا ببذل الروح فإن أمكنك الدخول فيه مع هذا وإلا فلا تشتغل بترهات الصوفية. حلية الأولياء ١٠/ ٣١٥.

(٤) اسمه ثوبان بن إبراهيم النوبي أبو الفيض. وقيل: الفيض بن إبراهيم، أحد الزهاد العباد، وكان حكيما فصيحا ت ٢٤٥ هـ. حلية الأولياء ٩/ ٣٤٥. تأريخ بغداد ٨/ ٣٩٣. وصفوة الصفوة ٤/ ٢٢٢.

(٥) في (هـ) قطع العلائق.

(٦) في (ص) بالمنزلة.