[عدم الاكتفاء بمنزلة التوبة وطلب منزلة المريدين]
  اعلم رحمك الله أن الله تعالى يُنزل العبيد حيث نزلت قلوبهم بهمتها، فانظر أين ينزل قلبك؟.
  واعلم أنها تقرب القلوب على حسب ما قرب إليها، فانظر مَنْ هو القريب من قلبك؟.
  واعلم أنه يوصل إلى القلب من (خيره)(١) على ما اتصلت به القلوب من تعظيم أمره، فانظر ماذا يتصل بقلبك؟.
  واعلم أنه يقبل على القلوب حسب ما القلوب مقبلة عليه، فانظر ما أنت مقبل بقلبك؟.
  واعلم أن الله تعالى يخلص(٢) القلوب من بره على حسب ما تخلص القلوب إليه من ذكره، فانظر ماذا خالصه قلبك؟(٣).
  واعلم أن الله يعظم القلوب ويرفعها على حسب ما هي معظمه(٤)؛ فانظر ما الذي يعظم في سرك، ويعلو إليه مرادك؟.
  واعلم أن موانع القلوب في الابتداء ما مالت إليه(٥) من أسباب
(١) في (هـ) من أمره.
(٢) في (هـ) يخلص إلى القلوب من أمره على ما تخلص إليه من ذكره.
(٣) ذكر في الحلية ١٠/ ٢٩٧، منها ما لفظه إن الله يخلص إلى القلوب من بره حسبما خلصت القلوب إليه من ذكره، فانظر ماذا خالط قلبك.
(٤) في (ش) ما هي تعظمه.
(٥) في بعض النسخ: عليه.