[عدم الاكتفاء بمنزلة التوبة وطلب منزلة المريدين]
  الدنيا، فاعمل على قطع الأسباب تنل بغيتك من الطلب.
  واعلم أن قليل ما يبقى منها في السرائر يحول بينك وبين نفيس الذخائر؛ فاعمل في إخراج ما بقي(١) منها تنل بذلك ما تطلب من خالقها.
  واعلم أن القلوب إذا تجردت من الأمور الدنيوية صحت وصفت للأمور(٢) الأخروية؛ فاعمل في ابتداء أمرك على إخراج ذلك من سرك، واحذر أن يبقى عليك منها شيء مستبطن، أو دقيق مراد قد كَمَنَ، فيقعد(٣) بك ذلك، ويعترض بقدره في صحة المراد، فكن على استقصاء منه، وكن فيها على أحوالك كلها زاهدًا فيصحو عند ذلك عقلك، ويصفو قلبك.
  واعلم أن هذه أول منزلة من منازل المريدين.
  واعلم (أنك إن صدقت في إرادتك له صدقك في إرادته لك)(٤).
  واعلم أن الله تعالى إذا أرادك كفاك وتولاك وأغناك.
  واعلم أنك إن كنت لطاعته مؤثرًا كان عليك بمنافعك مقبلاً، وكذلك إذا كنت بعهده(٥) راعيًا و بأمره عاملا كان بالتأييد لك حافظًا،
(١) في (هـ) ما يتفق.
(٢) في (ص) و (هـ): للعلوم.
(٣) في (هـ) فيعقبك. وفي (ش) فتصدق.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (هـ).
(٥) في بعض النسخ: لعهدك.