سياسة المريدين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

[ترك الكلام]

صفحة 62 - الجزء 1

[ترك الكلام]

  وقال تعالى {لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}⁣[النساء: ١١٤].

  وروي عن النبي ÷ أنه قال: «وهل يكبُّ الناسَ على مَنَاخِرِهِم في النار إلاَّ حصائدُ ألسنتِهم»⁣(⁣١).

  وحكي عن داود الطائي أنه كان يدعوه⁣(⁣٢) الإنسان فلا يكلمه بل ينكس رأسه إلى أن يؤذن للظهر.

  وحكي عن الفضيل بن عياض أنه قال: ليس شيء أشر من رشوة الكلام⁣(⁣٣).

  وحكي عن فضيل قال: كان عابد في بني إسرائيل يطيل الصمت، فقيل له: مالك لا تتكلم؟ فقال: إن لساني سبع أخاف إن تركته أن يأكلني.

  وحكي عن فضيل أنه كان يقول: ما حَجٌّ ولا جهاد ولا رباط أشد من حبس اللسان⁣(⁣٤).


(١) الترمذي ٥/ ١٣ برقم ٢٦١٦ وقال حسن صحيح، وأحمد ٨/ ٢٤٦ برقم ٢٢١٢٤، وابن ماجه ٢/ ١٣١٤.

(٢) في (هـ) يدخل عليه.

(٣) في (ص) أشد من فضول الكلام.

(٤) الحلية ٨/ ١٢٢. وتتمته: (ولو أصبحت يهمك لسانك أصبحت في غم شديد وسجن اللسان سجن المؤمن وليس أحد أشد غما ممن سجن لسانه).