[ترك الشبع]
  وحكي أنه قال: تكلمتَ فيما لا يعنيك فَشَغَلَك عما يَعنِيكَ، ولو شغلك ما يعنيك تركت ما لا يعنيك(١).
  وعن بعضهم(٢): دَوَاءُ القلب في خمس: قيام الليل، وقرآءة القرآن، وخلوة البطن، وقلة الكلام، والتضرع عند الصبح. وعن بعضهم: إن الورع في المنطق أشد من ترك الدنيا. وعن حاتم الأصم(٣) أنه قال: طهور القلب من خصلتين: دفع فضول الشيء، ومنع(٤) فضول الكلام.
  وروي أن الله تعالى أوحى إلى داود #: اسمع ما أقول فالحق ما أقول: مَنْ حَفِظَ لِسَانَهُ وَغَضَّ بَصَرَه، وصان فرجه؛ فهو عندي مُقَرَّبٌ مَحْبُوبٌ.
[ترك الشبع]
  والجوع وأصله الصوم. وفي حديث زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي $ قال: قال رسول الله ÷: «لخُلُوفُ فم الصائم أطيبُ
(١) الحلية ٨/ ١١٣.
(٢) هو يحيى بن معاذ الرازي الواعظ الزاهد المتوفى ٢٥٨ هـ. ينظر: صفوة الصفوة ٤/ ٦٢.
(٣) هو حاتم بن يوسف البلخي حكيم، زاهد له كلام جليل في المواعظ والحكم توفي سنة ١٣٧ هـ ينظر سير أعلام النبلاء ١١/ ٤٨٤. وحلية الأولياء ٨/ ٧٧.
(٤) في (ص) ووضع.