سياسة المريدين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

[ترك الشبع]

صفحة 64 - الجزء 1

  ريحًا من المسك عند الله، يقول الله تعالى: «الصوم لي وأنا أجزي به»⁣(⁣١).

  وقال النبي ÷: «للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة يوم القيامة، ينادي منادٍ يوم القيامة أين الظامئة أكبادهم؟ وعزتي وجلالي لأروينهم اليوم»⁣(⁣٢). وروي: «الصوم جنة من النار»⁣(⁣٣).

  وروي: «أطولكم جوعًا أفضلكم عند الله».

  وذكر عن بعض الحكماء: جَوِّعُوا أنفسكم تَقْوَوْا به على عَدُوِّكُم وصلاتِكم.

  وحكي عن ذي النون المصري: مَنْ قَوِيَ على بطنه قوي على دينه، ومن لا يعلم أن مضرته من قِبَلِ بطنه فذلك من الأخسرين أعمالاً.

  وروي عن الصادق # قال: ظهر إبليس ليحيى بن زكرياء @؛ فإذا عليه معاليق فقال له يحيى #: ما هذه المعاليق يا إبليس؟ قال: هذه الشهوات التي أصيد بها بني آدم، فقال: هل لي فيها شيء؟ فقال: ربما شبعتَ فتباطأت عن الصلاة والذكر، فقال:


(١) المجموع ص ٢٠٤. وأبو طالب ص ٢٦٧ في الأمالي: «لأوفينهم اليوم قال فيؤتى بالصائمين فتوضع لهم الموائد وإنهم ليأكلون والناس يحاسبون».

(٢) المجموع ص ٢٠٣.

(٣) أمالي أبي طالب ص ٢٦٧.