مناجاة في ليالي القدر
  عدمت طاقتي، أنت العالم بجرمي المطلع على ظلمي المحصي لخطيئتي، الشاهد على طويتي، الناظر لي في خلوتي، إلهي كسدت بضاعتي وخسرت تجارتي، ولم أتزود من حياتي، أتيتك وقد قربت وفاتي، إلهي فإن لم تقبلني فأين الملجأ، وإن رددتني فأين المنجا، وإن لم تغفر لي فأين الملتجأ؟ من للعبد إلا مولاه؟ ذهبت أيامي، وبقيت آثامي، فلا تذل مقامي، ولا تحجب عني أمامي، يا من ابتدأني بتفضله، وأكرمني بتطوله.
  ما الحيلة أعضائي ذليلة، ما الحيلة أحزاني طويلة؟ ما الحيلة حسناتي قليلة؟ ما الحيلة وليس لي وسيلة؟ لا حيلة لي غير الرجوع، والتضرع والخضوع والإقبال والإياب، وتعفير الوجه في التراب، والتذلل عند الباب وقراءة آيات الكتاب، والسجود لرب الأرباب، وترك الاشتغال بالأشغال، والإقبال على مقدر الأرزاق والآجال، وترك المعارضة، ورفض المناقضة، وحنين وحرقات، وأنين و زفرات، وسهر دائم، وليل قائم