رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

قصة سليمان بن يسار مع الأعرابية

صفحة 102 - الجزء 1

قِصَّةُ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ مَعَ الأَعْرَابِيَّةِ

  ومِنْهَا: مَا رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ، فِي الْحِلِّيَّةِ: عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: «خَرَجَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ خَارِجًا مِنَ الْمَدِينَةِ وَمَعَهُ رَفِيقٌ لَهُ حَتَّى نَزَلُوا بِالأَبْوَاءِ، فَقَامَ رَفِيقُهُ فَأَخَذَ السُّفْرَةَ وَانْطَلَقَ إِلَى السُّوقِ يَبْتَاعُ لَهُمْ وَقَعَدَ سُلَيْمَانُ فِي الْخَيْمَةِ، وَكَانَ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ وَجْهًا، وَأَرْوَعِ النَّاسِ.

  فَبَصُرَتْ بِهِ أَعْرَابِيَّةٌ مِنْ قُلَّةِ الْجَبَلِ وَهِيَ فِي خَيْمَتِهَا.

  فَلَمَّا رَأَتْ حُسْنَهُ وَجَمَالَهُ انْحَدَرَتْ وَعَلَيْهَا الْبُرْقُعُ وَالْقُفَّازَانِ، فَجَاءَتْ فَوَقَعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَسْفَرَتْ عَنْ وَجْهٍ لَهَا كَأَنَّهُ فِلْقَةُ قَمَرٍ.

  فَقَالَتْ: أَهَبْتَنِي.؟

  فَظَنَّ أَنَّهَا تُرِيدُ طَعَامًا.

  فَقَامَ إِلَى فَضْلِ السُّفْرَةِ لِيُعْطِيَهَا.

  فَقَالَتْ: لَسْتُ أُرِيدُ هَذَا.

  إِنَّمَا أُرِيدُ مَا يَكُونُ مِنَ الرَّجُلِ إِلَى أَهْلِهِ.

  فَقَالَ: «جَهَّزَكِ إِلَيَّ إِبْلِيسُ».