رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

قصة الحداد والمرأة المضطرة

صفحة 105 - الجزء 1

قِصَّة الْحَدَّادِ وَالْمَرْأَةُ الْمُضْطَرَّة

  ومِنْهَا: مَا ذَكَرَهُ ابْنُ الْجَزَرِيِّ فِي الزَّهْرِ الْفَاتِحُ:

  قَالَ بَعْضُ الصَّالِحِينَ: رَأَيْتُ حَدَّادًا وَهُوَ يُخْرِجُ الْحَدِيدَ مِنَ النَّارِ بِيَدِهِ، وَيُقَلِّبِهَا بِأَصَابِعِهِ.

  فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: هَذَا عَبْدٌ صَالِحٌ.

  فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ.

  فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ.

  فَقُلْتُ لَهُ: يَا سَيِّدِي، بِالَّذِي مَنَّ عَلَيْكَ بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ إِلاَّ مَا دَعَوْتَ اللَّهَ لِي.

  فَبَكَى وَقَالَ: يَا أَخِي، مَا أَنَا مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ تَزْعُمُ.

  وَلَكِنْ أُحَدِّثُكَ أَمْرِي.

  وَذَلِكَ أَنِّي كُنْتُ كَثِيْرُ الْمَعَاصِي وَالذُّنُوبِ.

  فَوَقَعْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا.

  فَقَالَتْ لِي: هَلْ عِنْدَكَ شَيْءٌ لِلَّهِ تَعَالَى.

  فَأَخَذَتْ قَلْبِي.؟

  فَقُلْتُ لَهَا أَمْضِي مَعِي إِلَى الْبَيْتِ وَأَدْفَعُ لَكِ مَا يَكْفِيكِ.