قصة الحداد والمرأة المضطرة
  فَتَرَكَتْنِي وَذَهَبَتْ، ثُمَّ عَادَتْ وَهِيَ تَبْكِي.
  وَقَالَتْ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَحْوَجَنِي الْوَقْتُ إِلَى أَنْ رَجَعْتُ إِلَيْكَ.
  فَأَخَذْتُهَا وَمَضَيْت بِهَا إِلَى الْبَيْتِ ثُمَّ أَجْلَسْتُهَا، وَتَقَدَّمْتُ إِلَيْهَا.
  فَإِذَا هِيَ تَضْطَرِبُ كَالسَّفِينَةِ فِي الرِّيحِ الْعَاصِفِ.
  فَقُلْتُ: مِمَّ اضْطِرَابكِ.؟
  فَقَالَتْ: خَوْفًا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ يَرَانَا عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ، فَإِنْ تَرَكْتَنِي وَلَمْ تُصِبْنِي فلاَ أَحْرَقَكَ اللَّهُ بِنَارِهِ لاَ فِي الدُّنْيَا وَلاَ فِي الآخِرَةِ.
  فَقُمْتُ عَنْهَا، وَدَفَعْتُ لَهَا مَا كَانَ عِنْدِي لِلَّهِ تَعَالَى.
  فَخَرَجَتْ مِنْ عِنْدِي، وَأُغْمِيَ عَلَيَّ.
  فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ امرأة أَحْسَنَ مِنْهَا.
  فَقُلْتُ لَهَا: مَنْ أَنْتِ.؟
  فَقَالَتْ: أَنَا أُمُّ الصَّبِيَّةِ الَّتِي جَاءَتْ إِلَيْكَ، هِيَ مِنْ نَسْلِ رَسُولِ اللَّهِ ÷، وَلَكِنْ يَا أَخِي جَزَاكَ اللَّهُ عَنِّي خَيْرًا وَلاَ أَحْرَقَكَ اللَّهُ بِنَارِهِ لاَ فِي الدُّنْيَا وَلاَ فِي الآخِرَةِ.
  فَانْتَبَهْتُ وَأَنَا فَرِحٌ مَسْرُورٌ، فَأَنَا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَرَكْتُ مَا كُنْتُ عَلَيْهِ مِنَ الْمَعَاصِي، وَرَجَعْتُ إِلَى اللَّهِ ø. انْتَهَى ....