رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

قصة الهارب من النار

صفحة 109 - الجزء 1

  فَكَرَّرَ النَّظَرَ إِلَيْهَا، وَخَافَ أَنَّ يَنْزِلَ الْوَحْيُ عَلَى النَّبِيِّ ÷.

  فَخَرَجَ هَارِبًا عَلَى وَجْهِهِ، فَأَتَى جِبَالاً بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ.

  فَفَقَدَهُ النَّبِيّ ÷، ثُمَّ إِنَّ جِبْرِيلَ #: نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ÷، فَقَالَ: «يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، وَيَقُولُ لَكَ: إِنَّ الْهَارِبَ مِنْ أُمَّتِكَ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ يَتَعَوَّذُ بِي مِنْ نَارِي».

  فَقَالَ: النَّبِيُّ ÷: «يَا عُمَرُ وَيَا سَلْمَانُ: انْطَلِقَا فَأْتِيَانِي بِثَعْلَبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ».

  فَخَرَجَا فِي أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ، فَلَقِيَهُمَا رَاعٍ مِنْ رُعَاةِ الْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ ذُفَافَةُ.

  فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا ذُفَافَةُ، هَلْ لَكَ عِلْمٌ بِشَابٍّ بَيْنَ هَذِهِ الْجِبَالِ.؟

  فَقَالَ لَهُ ذُفَافَةُ: لَعَلَّكَ تُرِيدُ الْهَارِبَ مِنْ جَهَنَّمَ ..؟

  فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَمَا عِلْمُكَ أَنَّهُ هَرَبَ مِنْ جَهَنَّمَ ..؟

  قَالَ: لأَنَّهُ إِذَا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ خَرَجَ عَلَيْنَا مِنْ بَيْنِ هَذِهِ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ، وَهُوَ يُنَادِي: يَا لَيْتَكَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الأَرْوَاحِ، وَجَسَدِي فِي الأَجْسَادِ، وَلَمْ تُجَرِّدْنِي لِفَصْلِ الْقَضَاءِ.