رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

قصة الهارب من النار

صفحة 110 - الجزء 1

  قَالَ: إِيَّاهُ نُرِيدُ.

  فَخَرَجَ بِهِمَا ذُفَافَةُ، فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ خَرَجَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِ تِلْكَ الْجِبَالِ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا لَيْتَكَ قَبَضْتَ رُوحِي فِي الأَرْوَاحِ، وَجَسَدِي فِي الأَجْسَادِ، وَلَمْ تُجَرِّدْنِي لِفَصْلِ الْقَضَاءِ ..

  قَالَ: فَعَدَا عَلَيْهِ عُمَرُ، فَاحْتَضَنَهُ، فَقَالَ: الأَمَانَ الأَمَانَ، الْخَلاَصَ مِنَ النَّارِ.

  فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: أَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ.

  فَقَالَ: يَا عُمَرُ، هَلْ عَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ ÷ بِذَنْبِي ..؟

  قَالَ: لاَ عِلْمَ لِي، إِلاَّ أَنَّهُ ذَكَرَكَ بِالأَمْسِ فَأَرْسَلَنِي وَسَلْمَانَ فِي طَلَبِكَ.

  فَقَالَ: يَا عُمَرُ، لاَ تُدْخِلْنِي عَلَيْهِ إِلاَّ وَهُوَ فِي الصَلاَة، أَوْ بِلاَلٌ يَقُولُ: قَدْ قَامَتِ الصَلاَة.

  فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَفْعَلُ.