رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

قصة الهارب من النار

صفحة 111 - الجزء 1

  فَأَقْبَلُوا به إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَافَقُوا النَّبِيَّ ÷ وَهُوَ فِي صَلاَة الْغَدَاةِ، فَبَدَرَ عُمَرُ وَسَلْمَانُ الصَّفَّ، فَلَمَّا سَمِعَ ثَعْلَبَةُ قِرَاءَةَ النَّبِيَّ ÷ خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ.

  فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ ÷ - يَعْنِي صَلاتَهُ - قَالَ: «يَا عُمَرُ وَيَا سَلْمَانُ مَا فَعَلَ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ» ..؟

  قَالاَ: هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.

  فَقَامَ النَّبِيُّ ÷ فَحَرَّكَهُ فَانْتَبَهَ.

  فَقَالَ لَهُ: «يَا ثَعْلَبَةُ، مَا غَيَّبَكَ عَنِّي».؟

  فَقَالَ: ذَنْبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ.

  فَقَالَ: «أَفَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى آيَةٍ تَمْحُو وتُكَفِّر الذُّنُوبَ وَالْخَطَايَا» ..؟

  قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.

  قَالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ».

  قَالَ: ذَنْبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْظَمُ.؟

  قَالَ لَهُ النَّبِيُّ ÷: «بَلْ كَلاَمُ اللَّهِ أَعْظَمُ» ..

  فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ ÷ بِالاِنْصِرَافِ إِلَى مَنْزِلِهِ فَمَرِضَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ.