قصة الهارب من النار
  فَأَقْبَلُوا به إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَافَقُوا النَّبِيَّ ÷ وَهُوَ فِي صَلاَة الْغَدَاةِ، فَبَدَرَ عُمَرُ وَسَلْمَانُ الصَّفَّ، فَلَمَّا سَمِعَ ثَعْلَبَةُ قِرَاءَةَ النَّبِيَّ ÷ خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ.
  فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ ÷ - يَعْنِي صَلاتَهُ - قَالَ: «يَا عُمَرُ وَيَا سَلْمَانُ مَا فَعَلَ ثَعْلَبَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ» ..؟
  قَالاَ: هُوَ ذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.
  فَقَامَ النَّبِيُّ ÷ فَحَرَّكَهُ فَانْتَبَهَ.
  فَقَالَ لَهُ: «يَا ثَعْلَبَةُ، مَا غَيَّبَكَ عَنِّي».؟
  فَقَالَ: ذَنْبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ.
  فَقَالَ: «أَفَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى آيَةٍ تَمْحُو وتُكَفِّر الذُّنُوبَ وَالْخَطَايَا» ..؟
  قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.
  قَالَ: «قُلِ: اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ».
  قَالَ: ذَنْبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْظَمُ.؟
  قَالَ لَهُ النَّبِيُّ ÷: «بَلْ كَلاَمُ اللَّهِ أَعْظَمُ» ..
  فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ ÷ بِالاِنْصِرَافِ إِلَى مَنْزِلِهِ فَمَرِضَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ.