قرناء السوء
قُرَنَاءُ السُّوءِ
  يَا بُنَيَّ: وَإِيَّاكَ وَقُرَنَاءِ السُّوءِ، وَمُجَالَسَةِ الأَشْرَارِ، خَشْيَةَ أَنْ يُؤَثِّرُوْا عَلَيْكَ فِي أَخْلاَقِكَ، أَوْ يُفَتِّرُوا هِمَّتَكَ، وَيُضَعِّفُوا عَزِيْمَتَكَ، فِي أَدَاءِ شَعَائِرِ دِيْنِكَ، وَالقِيَام بِوَاجِبِ أُسْرَتِكَ.
  أَوْ يُسِيئُوا سُمْعَتكَ، وَقَدْ نَصَحَ النَّبِيّ ÷: أُمَّتَهُ بِمُجَالَسَةِ الأَخيَارِ، وَحَذَّرَهُمْ مِنْ مُجَالَسَةِ الأَشْرَارِ، وَضَرَبَ الْمَثَلَ الْكَرِيم فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: ÷: «إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ، وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً».
  قَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ: وَمَعْنَى: «يُحْذِيَكَ»، يُعْطِيك، وَهُوَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَة وَالذَّال.
  وَقَالَ الْمُنَاوِيُّ فِي شَرْحِهِ: وَالْمَقْصُودُ مِنْهُ النَّهْيُ عَنْ مُجَالَسَةِ مَنْ تُؤْذِي مُجَالَسَتُهُ، فِي دِينٍ، أَوْ دُنْيَا، وَالتَّرْغِيبُ فِي مُجَالَسَةِ مَنْ تَنْفَعُ مُجَالَسَتُهُ فِيهِمَا ... انْتَهَى ....